اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . logo اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده
shape
الفتاوى الذهبية في الرقى الشرعية
183793 مشاهدة print word pdf
line-top
حكم الرقية بالقرآن وأخذ الأجرة عليه

سؤال: هل ورد في الشرع المطهر ما يمنع من رقية المريض بالقرآن الكريم? وهل يجوز للراقي أن يأخذ أجرًا على عمله أو هدية ؟
الجواب: رقية المريض بالقرآن الكريم، إذا كانت على الطريقة الواردة، بأن يقرأ وينفث على المريض، أو على موضع الألم، أو في ماء يشربه المريض، فهذا العمل جائز ومشروع؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- رقى ورُقِيَ وأمر بالرقية وأجازها.
قال السيوطي: وقد أجمع العلماء على جواز الرقى عند اجتماع ثلاثة شروط: أن تكون بكلام الله أو بأسمائه وصفاته، وباللسان العربي وما يعرف معناه، وأن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها، بل بتقدير الله تعالى.
وقال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب والرقى هي التي تسمى بالعزائم، وخص منها الدليل ما خلا من الشرك؛ فقد رخص فيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من العين والحمة -يعني سم العقرب إذا لسعت الإنسان- وكذا لدغ الحية، فإن الرقية من ذلك تنفع بإذن الله، ولا بأس أن يأخذ الراقي أجرة أو هدية على عمله؛ لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أقر الصحابة الذين أخذوا الأجرة على رقية اللديغ، وقال: إن أحق ما أخذتم عليه أجرًا كتاب الله .

line-bottom